الشغف

مراحل أي مشروع من الشغف إلى الانضباط الطويل الأمد

February 17, 20255 min read

هناك سحر لا يمكن إنكاره في البدايات. تلك اللحظة التي تلمع فيها الفكرة في ذهنك، وتشعر وكأن العالم قد فتح لك أبوابه، وأنك أخيرًا وجدت الشيء الذي كنت تبحث عنه. تمتلئ بالطاقة، تتخيل النجاح وكأنه قريب، وتشعر أن لا شيء يمكن أن يوقفك.

إنه ذلك الشغف النقي الذي يدفعك للاستيقاظ بحماس، للغوص في التفاصيل بكل حب، وللعمل بلا ملل لأنك مستمتع بكل لحظة. في البداية، يبدو كل شيء ممكنًا، وكأنك تسير على طريق مفروش بالحماس والتفاؤل.

لكن... ماذا يحدث بعد ذلك؟ 🤔 لماذا هذا الشعور لا يدوم؟ ولماذا يجد الكثيرون أنفسهم في منتصف الطريق بلا طاقة، وكأن الشغف قد تبخر؟

شغف

لأن الشغف وحده لا يكفي. أي مشروع أو رحلة طموحة تمر بثلاث مراحل أساسية

1️⃣ البداية الحماسية
2️⃣
مواجهة التحديات والملل
3️⃣
التحول إلى انضباط طويل الأمد

والسؤال الحقيقي ليس عن مدى حماسك في البداية ولا عن أهمية شغفك، بل عن قدرتك على الاستمرار حتى عندما يتلاشى كل هذا الشغف .

البداية الحماسية: الشرارة الأولى

ماذا يحدث هنا؟

  • فكرة جديدة تشعل داخلك الحماس.

  • تشعر بطاقة لا محدودة، وكأنك أخيراً وجدت شغفك الحقيقي.

  • تتخيل النجاح وكأنك ترى مستقبلك يتغير أمام عينيك.

لكن… هذه المرحلة خدّاعة. الحماس الأولي مؤقت، وسيبدأ في التلاشي عند أول تحدٍ يواجهك.


مواجهة التحديات والملل: حيث يتوقف معظم الناس

ماذا يحدث هنا؟

بعد اندفاع البداية المليء بالحماس، تأتي المرحلة الحاسمة: الاصطدام بالواقع. فجأة، المشروع أصعب مما كنت تتخيل. المهام التي كانت تبدو ممتعة تصبح متكررة، والتحديات التي لم تكن في الحسبان تبدأ في الظهور، ويتسلل إليك إحساس بالملل أو الإرهاق.وتظهر التحديات ،ربما النتائج أبطأ من المتوقع، أو هناك عقبات لم تخطط لها.

هنا تحديداً يتوقف الكثيرون، ليس لأنهم غير قادرين بل :،

  • لأنهم لم يتوقعوا أن الشغف وحده لا يحميك من الملل والصعوبات.

  • لأنهم يعتقدون أن فقدان الحماس يعني أنهم ليسوا على الطريق الصحيح.

  • لأنهم لا يدركون أن المرحلة التالية هي الأهم…

لماذا يحدث هذا؟
🔹
الدماغ يحب الجديد، لكنه يكره التكرار. في البداية، كل شيء يبدو مشوق، لكن عندما تصبح المهام روتينية، يبدأ العقل في البحث عن مصادر تحفيز أخرى، وغالباً تكون هذه المصادر هي التسويف، المشتتات، أو البحث عن مشروع جديد يعيد نفس دائرة الحماس المؤقت.

🔹 العمل الحقيقي يبدأ بعد اختفاء الحماس. معظم الناس يظنون أن الشغف سيبقى معهم دائماً، لكن الواقع هو أن النجاح يعتمد على قدرتك على العمل حتى في الأيام التي لا تشعر فيها بأي دافع.


كيف تتخطى هذه المرحلة دون أن تتوقف؟

أعد تعريف التحديات كجزء طبيعي من الرحلة
بدلًا من رؤية العقبات على أنها إشارات للتوقف، انظر إليها كفرص لاختبار التزامك. الناجحون لا يتجنبون الصعوبات، بل يتعلمون كيف يتعاملون معها.

اجعل الاستمرار أسهل مما تتخيل

لا تنتظر الشعور بالمثالية، بل حدد خطوات بسيطة يمكن القيام بها حتى في أسوأ أيامك.

إذا شعرت بالإرهاق، لا تتوقف تماماً، بل قلل من الجهد بدلًا من ترك المشروع بالكامل.

غيّر طريقة تنفيذك للمهام لتجديد الحماس

اضف عنصراً جديداً لمهامك الروتينية، مثل العمل من مكان مختلف، أو استخدام أسلوب جديد في التنفيذ.

جرب تحديات صغيرة داخل مشروعك تعيد لك حس الإنجاز والتحفيز.

لا تجعل العاطفة هي القائد، بل الانضباط

تحرك حتى عندما لا تشعر بالحماس، لأن التقدم لا يحتاج إلى اندفاع عاطفي، بل إلى استمرارية ذكية.

افهم أن الشعور بالملل لا يعني أن المشروع غير مناسب لك، بل أنه وصل إلى مرحلة تحتاج فيها إلى عقلية جديدة للاستمرار.

الحقيقة هي أن الأشخاص الذين يصلون إلى النجاح ليسوا الأكثر موهبة أو الأكثر شغفاً

بل هم الذين يعرفون كيف يستمرون عندما يصبح الطريق أقل حماسة.

فهل أنت مستعد لعبور هذه المرحلة؟


التحول إلى انضباط طويل الأمد: سر النجاح الحقيقي

بعد أن يهدأ الشغف وتواجه التحديات، يأتي الاختبار الحقيقي:

هل ستستمر رغم غياب الدافع؟ هنا يتحول النجاح من مجرد اندفاع عاطفي إلى نظام داخلي ثابت يقودك للأمام، بغض النظر عن شعورك اليومي.

كيف تصل إلى هذه المرحلة؟ وتبني انضباط لا يعتمد على المشاعر؟
1. اجعل العمل التزاماً، لا خياراً
الفرق بين الناجحين ومن يتوقفون هو أن الناجح لا يسأل نفسه كل يوم: "هل أشعر برغبة في العمل؟"

بل يعرف أن الإنجاز ليس قراراً لحظياً، بل التزام يومي لا يتغير مع تقلب المزاج.

2. ركّز على السلوك، لا على النتيجة
بدلًا من التفكير في الهدف النهائي فقط، ركّز على العادات اليومية التي توصلك إليه.

لا تفكر فقط في إنهاء مشروعك، بل في إنجاز 30 دقيقة من العمل يومياً.

لا تربط نجاحك بالإنجازات الكبيرة، بل بتراكم الخطوات الصغيرة.

3. تحمّل الملل وغياب الحماس
الملل ليس علامة على الفشل، بل
مرحلة طبيعية في أي رحلة طويلة. الناجحون لا يعتمدون على المتعة فقط، بل يدربون أنفسهم على العمل حتى عندما يكون مملًا أو غير مشوّق.

4. اصنع أنظمة تدعمك

جدولة المهام بدلًا من انتظار "المزاج الجيد".

ربط العادات الجديدة بعادات يومية قائمة، مثل مراجعة خططك أثناء شرب قهوتك الصباحية.

تحديد بيئة تساعدك على الالتزام، مثل تقليل المشتتات أثناء العمل.

5. استخدم قوة "الهوية"
اسأل نفسك:
من أريد أن أكون؟

إن كنت تريد أن تكون كاتبا، اكتب يومياً حتى لو كانت جملة واحدة.

إن كنت تريد أن تصبح ريادياً ناجحاً، اتخذ خطوات فعلية يومية، مهما كانت صغيرة.

6. سامح نفسك، لكن لا تتوقف
إذا تعثرت يومًا، لا تجعل ذلك سبباً للاستسلام.
عد فوراً إلى نظامك، ولا تجعل الأخطاء الصغيرة تتحول إلى توقف تام.

النجاح ليس نتيجة للحظ أو الموهبة، بل للاستمرار رغم كل شيء. عندما يصبح الانضباط جزءًا منك، لن تحتاج إلى انتظار الشغف، بل ستخلق قوتك الداخلية بنفسك.


✔️
تذكر أن النجاح عملية، وليس لحظة: لا تحكم على مشروعك بناءً على مزاج يوم واحد.
✔️
استمتع بالتقدم، وليس فقط بالنتيجة النهائية: النجاح الحقيقي هو القدرة على الاستمرار رغم التحديات.


🎯 هل ستتوقف أم ستكمل الرحلة؟

الكثير يبدأ بشغف.
القليل ينجو من مرحلة التحديات والملل.
الأقوياء فقط هم من يصلون إلى الانضباط المستدام.

أين أنت الآن في رحلتك؟ وهل ستتوقف عند المرحلة الثانية… أم ستصل إلى خط النهاية؟

مريم علي ، أقدم لك محتوى ينقلك من التخبط وعدم الوضوح إلى التركيز وتحقيق أهدافك الطموحة بشغف ويسر عبر التناغم مع قيمك الشخصية

Marym Ali

مريم علي ، أقدم لك محتوى ينقلك من التخبط وعدم الوضوح إلى التركيز وتحقيق أهدافك الطموحة بشغف ويسر عبر التناغم مع قيمك الشخصية

Instagram logo icon
Back to Blog

Copyrights 2024 l  Marym Ali