العيب فيك؟ ولا في معايير الإنتاجية؟
هل مرّ عليك يوم سألتي نفسك:
"ليه أمس كنت نشيطة واليوم ما لي خُلُق حتى أقوم من السرير؟"
أو
"ليه فجأة صرت أبكي على كل شيء… وأنا كنت بخير؟"
إذا جاك هذا السؤال… فخليني أقول لك:
ما فيك شيء غلط.
أنتِ فقط… تمرّين بفصولك.
نعم، مثل الأرض تمامًا.
تُزهر، تذبل، تمطر، تجف… وتعود من جديد.
كل يوم بنفسك؟! هذا مو طبيعي…
تخيّلي زهرة تفتح بنفس الطريقة، نفس الشكل، نفس العطر… كل يوم.
بيوم من الأيام، بتصير مملة.
لكن الزهرة الحقيقية؟ تتغيّر. تنمو، تتراجع، تتفتّح، تذبل، ثم تولد من جديد.
أنتِ مثلها تمامًا.
كونك ما تقدرين تعيشين كل يوم بنفس الإنتاجية أو نفس المزاج،
هذا ما هو عيب فيك…
هذا تذكير إنك كائن حي، نابض، متجدد.
لكن الطفلة اللي بداخلك…
من وإحنا صغار، علمونا إن "الثبات" هو العلامة الكبرى للنجاح.
"أختك دايم متفوقة، ليه مستواك نزل؟"
"ليش صرتي كسولة؟ كنتِ شاطرة قبل!"
"تراكِ متقلبة! مو متعودة عليك كذا!"
ومن كثر ما تكررت هالعبارات،
صرنا نحس إننا لازم "نثبت" إننا متوازنات دائمًا.
مع إننا بطبيعتنا… موجات.
من كتب الإنتاجية؟
معظم كتب الإنتاجية والانضباط اللي ألهمتنا،
كُتبت من رجال، ولرجال…
أجسامهم تعيش دورة يومية مستقرة. طاقتهم ما تتقلّب زيّنا.
لكن إحنا كإناث؟
أجسامنا تمرّ بدورة شهرية، تتوزع على أربعة مواسم داخلية:
1. الشتاء الداخلي (أيام الحيض):
احتواء، هدوء، تراجع طبيعي للطاقة.
2. الربيع الداخلي (بعد الحيض):
بدايات، نهوض، حماس، أفكار جديدة.
3. الصيف الداخلي (أيام الإباضة):
تألّق، تواصل، سطوع، إنجاز عالي.
4. الخريف الداخلي (قبل الحيض):
بصيرة عميقة، مشاعر حساسة، حاجة للتأمل.
تخيلي لو خططنا حياتنا بهالفهم؟
كم من الضغط بيروح؟
وكم من طاقة بتتحرر لأننا "صرنا نسمع لجسمنا بدل ما نحاربه"؟
تعبانة؟ لأنك ما سمعتِ لنفسك
أحيانًا ننجز كثير…
بس ننام وإحنا مستنزفات، مشحونات، نلوم أنفسنا في كل لحظة ضعف.
لأن الإنجاز الحقيقي…
مو بس كم سويتِ؟
بل: هل سمعتِ لنفسك وأنتِ تسوين؟
الإنجاز اللي يتجاهل قلبك…
مو نجاح، هذا استنزاف طويل الأمد.
كل شعور داخلك… رسالة من روحك
تحسين بالتعب؟ جسمك يطلب احتواء، مش جلد.
تحسين بالحماس؟ هذا وقتك تُحلّقي، لا تؤجّلين.
تحسين بالضياع؟ يمكن روحك تطلب وقفة، مش إجبار.
تحسين إنك “ثقيلة”؟ يمكن لأنك تحاولين تشتغلين بطاقة ما هي موجودة أصلًا.
مو كل يوم للركض.
بعض الأيام… للركون.
في كل موسم تمرّين فيه
أنت نسخة ثمينة من نفسك.
ولا فيك خلل…
فيك فصول، وكل فصل له لغته وهدية يحملها لك.
يمكن ما تعرفينه… لكن عقل الأنثى يتعامل مع الضغط وكأنه في خطر حقيقي.
مجرد إحساسك بالتوتر، أو محاولتك تدفعين نفسك بقسوة، يفسّره دماغك كأن في تهديد… فيدخل حالة دفاع، توتر، مقاومة، أو حتى شلل.
عشان كذا، الانضباط الأنثوي ما ينفع يكون من نفس القالب اللي صُمم للعقل الذكوري.
أنتِ تقدرين تنضبطين — لكن من مكان مختلف تماماً:
من الحب، من الوعي، من الاتصال بذاتك الحقيقية.
تصيرين قائدة لعقلك، مش بس بأهدافك… لكن بلطفك، بفهمك لمواسمك، باستجابتك الذكية لصوتك الداخلي.
وأخيراً…
إذا حسّيتي هالكلمات لمست شيء بداخلك…
شاركيها مع صديقتك اللي تعبانه من مقاومة نفسها،
اللي تحتاج تذكير إن قوتها مو في "الثبات"…
بل في الاحتضان.