وراء التشتّت: أنثى تحاول تشتغل بعقلية لا تشبهها
تجلسين قدّام المهام. تنوين تبدأين.
لكن بعد عشر دقايق، تلقين نفسك فتّحتي جوالك، قلبتي بين التطبيقات، رحتِ تطالعين نفسك بـ المرآة، ثم فجأة… قررتي ترتبين الدولاب.
والمهام؟
ولا وحدة منهم اكتملت.
تسألين نفسك: ليه أشتت كذا؟
يمكن لأني كسلانة؟
أو ما عندي إرادة؟
لكن الحقيقة أعمق.
التشتّت مو كسل… هو هروب
في دراسة من جامعة هارفارد، توصّل الباحثون إلى أن الدماغ أثناء التشتت يكون في وضع يُسمّى "الهروب الذهني".
الدماغ يحاول يهرب من أمر لا يفهمه أو لا يشبهه.
يعني:
يمكن المهمة اللي قدامك ثقيلة لأنها ما تمثلك.
يمكن الهدف مو لك، بل إرضاء لناس ثانيين.
أو يمكن طريقتك في الإنجاز منسوخة من عالم لا يفهم دورتك الشهرية، مشاعرك المتقلبة، وحدودك الجسدية.
جذور التشتت الثلاثة:
1. التشتّت العقلي:
عقلك مزدحم، مو لأنه ما يعرف الأولوية،
بل لأنه يحاول يرضي الكل… صوت المجتمع، التوقعات، المقارنات، وحتى نسختك المثالية.
تبدأين تفكرين في ١٠ أشياء بنفس اللحظة:
هل هذا كافي؟ هل الوقت مناسب؟ طيب لو فشلت؟ وش بيقولون؟
هذا مو تشتّت عادي، هذا ضغط التوقّع.
علاج هذا التشتت يبدأ بـ فلترة الأصوات، وسماع الصوت الداخلي أولًا.
2. التشتّت العاطفي:
مشاعرك تبغى تُسمع،، بس أنتِ تسكّتينها بـ"يلا خلّ ننجز".
الغضب، الإحباط، القلق، كلّها مشاعر تنتظر منك التفهّم، مو القمع.
وكل ما كتمتيها، زادت الضوضاء جوّاك، وصار من الصعب تركزين.
الاحتواء قبل الأداء، هذا سرّ التركيز الأنثوي.
3. التشتّت الجسدي:
جسمك يمرّ بمواسم، بس أنت تطلبين منه نفس الأداء كل يوم.
في أسبوع طاقتك عالية، وفجأة تطيحين بدون سبب واضح…
بس الحقيقة؟
في سبب: فصولك الداخلية.
شتاء الحيض: يحتاجك تنزعين عباءة "الإنجاز".
ربيعك: بداية الحماس.
صيفك: قمة التألق.
خريفك: انسحاب إلى الداخل والبصيرة.
خاصه انه المجتمع درّبك على إنك تكونين صيف دائم.
مشرقة، منجزة، مشغولة، مفيدة… حتى لو من داخل منهارة.
لهذا، لما تدخلين فصل الشتاء، وتحسين إنك تبين تنامين طول اليوم،
تبدئين تتهمين نفسك:
"أنا مشتتة. فاشلة. ما أقدر ألتزم."
والحقيقة؟
أنتِ فقط ما استوعبتي الفصل اللي داخلك.
فلو تجاهلتي هذه الموجات… يتعطّل التناغم بينك وبين نفسك.
عشان كذا لما تشتتين… اسألي:
هل المهمة فعلاً مهمة لي؟
هل طريقة إنجازي تناسب دورتي وطبيعتي الأنثوية؟
وش المشاعر اللي قاعدة أهرب منها الآن؟
الإجابات مو دائم سريعة،
بس كل إجابة تقرّبك خطوة من الانضباط اللي يشبهك.
وهذه خطوات لطيفة وسط التشتت:
اكتبي أفكارك.
كل مهمة، كل فكرة، حتى كل مشتّت… سجليهم. لما يطلعوا من رأسك، يهدأ بالك.سجّلي شعورك اللحظي.
هل تحسين بثقل؟ شك؟ خوف؟ اشباع زائد؟
كل شعور عنده رسالة… مو لازم تحكمي عليه.افعلي شيء واحد فقط.
من كل القائمة… اختاري مهمة صغيرة، وكمّليها للنهاية.
ليش؟ لأن دماغك يحتاج يشعر بلذة "الإغلاق". هذا يحفّز زخم الاستمرارية.راقبي دورتك الشهرية.
لاحظي وقت التشتت في أي فصل يظهر غالباً؟
هل في وقت معين تحسين فيه أنك في ذروة الإبداع؟
ابدئي تشتغلين مع نفسك، مو ضدها.
التشتت ما هو مشكلة تحتاج إصلاح.
هو رسالة حب من نفسك تناديك:
"انصتي. اسمعيني. ما نقدر نستمر نركض بهذا الشكل."
ابدئي رحلتك في إنتاجية تشبهك، وانضبطي بحُب.
وإذا أعجبتك المقالة، شاركيها مع صديقتك المشتتة دائماً،
يمكن تلقى فيها نفس الراحة اللي تحتاجها اليوم 🕊️