رحلة الهدف بدون شوك
تخيّلي لحظة…
تحاولين توصلين لشي تبغينه بصدق. تبنين مشروعك، تحسنين صحتك، تنجزين.
بس كل ما تمشين فيه، تحسين وكأنك تسحبين نفسك وتجريها بشده.
كأن الطريق ثقيل… كأن النجاح له ثمن عاطفي باهظ.
ليش؟
لأننا في الغالب نحاول نوصل لأهدافنا وكأننا نهرب من أنفسنا.
مشينا في الطريق وإحنا مشدودين، خايفين، مستعجلين.
وكأن اللحظة هذه مو كفاية. وكأننا لازم نخلص منها بسرعة عشان نوصل هناك…
هناك اللي هو النجاح، الراحة، الأمان.
الوجه المرهق للإنجاز
لما تركضين لهدفك وإنتي مشحونة بـلازم، ومافي وقت، وأنا وراي كثير
يصير الهدف مثل جزرة تتعلق قدامك، كل ما قربتي لها تبعد.
ما تحسين فيها، ما تتهنين بلحظتك، ما تحسين بالإنجاز أصلاً حتى لو خلصتي المهمة.
تكونين مثل اللي تمشي في الماراثون…
وكل تركيزها على الخط النهائي، لدرجة إنها نسيت تتنفس.
طيب، وش يصير لما تتحولين للحالة الثانية؟
لما الهدف يظل موجود، بس ما يصير أكبر منك.
يصير رغبة ناعمة من داخلك، مو صوت يقارنك بغيرك أو يجلدك على أي تقصير.
تحولين يومك من قائمة أشياء لازم أسويها
إلى تجارب ودي أسويها ، وأقدر
وبيني وبين نفسي أنا فاهمة ليش.
تفتحين اللابتوب، تشتغلين على مشروعك
بس وإنتي مع فنجان قهوة تحبينه
وبلا موسيقى صاخبة أو إنتاجية مسروقة من أحد
بل بـأنا اليوم محتاجة أكون لطيفة مع نفسي، وأتحرك شوي
من حالة التوتر إلى حالة السلام
السر؟
مو في التنظيم ولا الانضباط الحديدي
ولا في تقنيات الإنجاز العالية.
السر في من وين جاي هذا الهدف؟
هل هو جا من نقص؟
من مقارنة؟
من جلد ذات؟
ولا جا من رغبة داخلية تشبهك، وتشبك فيك، وتفتح لك باب؟
لما تحبين مشروعك، لما تتصلين بنيتك،
يصير الهدف ما له طعم مرّ.
يصير خطوة خطوة، لحظة لحظة، يوم من قلبك ويوم من تعبك،
بس ما فيه عنف.
ويصير الإنجاز ما هو سباق،
بل لقاء مستمر مع نسختك اللي تكبر، وتوعى، وتتحرر.
ما راح أقولك: اعملي هذا، وراح ترتاحين
بس راح أقولك:
كل ما كان هدفك نابع من حب… راح تمشين له بقلب مرتاح.
وكل ما كنتي تشتغلين من سلام، راح تصيرين قادرة تعيشين الطريق، مو بس توصلي لنهايته.
وإذا في لحظة حسّيتي إنك رجعتي للضغط…
توقفي.
تنفسي.
واسألي: أنا ليه أركض؟ ومين أبغى أكون؟